تحليل قصيدة إذا تشاء المدينة
نص شعري لمحمد السرغيني
نص شعري لمحمد السرغيني
(15/05)
تقديم حول النص :
النص عبارة عن قصيدة من الشعر الحر، للشاعر محمد السرغيني، المزداد بفاس سنة 1930، يُعتبر من رواد الشعر العربي المعاصر بالمغرب. من أعماله الشعرية : "من فعل هذا بجماجمكم" و "من أعلى قمم الإحتيال فاس". و نشر قصائد بمختلف المجلات، من بينها "العلم الثقافي" العدد5 يونيو 1964 التي اقتُطف منها هذا النص.
ملاحظة النص :
نلاحظ من خلال العنوان أن الشاعر أسند فعل المشيئة للمدينة و ذلك للإيحاء أن للمدينة سلطة على من يعيش فيها، لا يقع فيها شيئ و لا يتغير حالها إلّا بمشيئتها.
فهم النص :
الوحدات الدلالية للنص :
1- يعبّر المقطع الأول من القصيدة عن حزن المدينة و تعاستها و تأثسر الظلام على سكانها كأنهم يموتون ضائعين في ضباب.
2- يوضح المقطع الثاني أن المدينة تائهة في عالم متناقض، يسود فيه الفساد وتحكم فيه الكآبة حتى ظهر غريب زاد من عذابها.
3- يبرز في المقطع الأخير أن المدينة أصبحت مدينة أفضل، حيث تلاشت همومها وتحسن حالها و برز نورها.
تحليل النص :
المعجم :
حقل الناس | حقل الزمان | حقل المكان |
---|---|---|
الناس - من وراء عمرهم - أعينهم - الوجوه... | عمرهم - ينحسر النهار - كلما توقف الزمن - فيضؤل الزمان... | مدينة النجوم - دروبها - من وراء - البحار - يشحب المكان - في ربوعها... |
وضعية التلفظ :
استعمل الشاعر ضمير الغائب في هذه القصيدة لكونه يحكي ما يجري بالمدينة، ويصف معالمها المختلفة، و ذلك دون التدخل شخصياً في أي من ذلك.
وسائل الإقناع في النص :
- التكرار: حيث كرر الشاعر "مدينة النجوم" للتأكيد على أنه يتحدث عن المدينة نفسها لا غيرها.
- المجاز: حيث قال الشاعر "مدينة تغوص في الوجوم" للتعبير عن انتشار الحزن في أنحائها، و أيضاً لمّا قال "مدينة تهيم في موجة لا تنتمي إلى البحار" للتعبير عن ضياع المدينة في عالم متناقض.
الأساليب المستعملة في النص :
نلاحظ هيمنة أسلوب الخبر في هذه القصيدة و ذلك لأن الشاعر يحاول أن يصف و يحكي لنا قصة المدينة، و يخبرنا عن أحوالها.
التركيب :
تحدث النص عن طغيان الحزن و التعاسة على المدينة و تأثير الفساد عليها، بتشبيهه بالظلام، وبتشبيه ضياعها بالضباب. حيث أبرزت الأبيات تواجد الكآبة والتناقض بالمدينة. و لمّا ظهر غريب تدهورت أوضاعها أكثر فأكثر. لكن بين الشاعر في الأبيات الأخيرة أن المدينة أصبحت أفضل بمشيئتها، دون حاجة إلى الآخرين.