نص للكاتب برهان غليون - منار اللغة العربية (ص 37)
تقديم عام :
الخطاب السياسي هو فن تقنين و تنظيم استعمال السلطة في المجتمعات البشرية. يرتكز هذا التعريف على البعد النفعي للخطاب السياسي باعتباره خطاباً مرتبطاً على الدوام بالسلطة.1) وظائف الخطاب السياسي :
إن السياسة هي إدارة الأنماط المتعددة لنشاط التفكير الإنساني ضمن استراتيجية تحقق 4 وظائف :- وظيفة الجبر
- وظيفة المقاومة و المعارضة و الإحتجاج.
- وظيفة إخفاء الحقيقة.
- وظيفة منع الشرعية أو نزعها.
2) خصائص الخطاب الإشهاري :
يتلَوَّن الخطاب السياسي حسب الموقع الذي يصدر منه. إذا صدر عن الأغلبية فهو يمدح سياسة تدبير الشأن العام ويدافع عن الإختيارات السياسية و البرامج المنبثقة عنها. و إن صدر من موقع معارض سيقوم بنقد سياسة تدبير الشأن العام و الإحتجاج عليها.
ملاحظة النص :
أ - دلالة العنوان :
يكشف العنوان مكونان أساسيان في مقاربة النص :
- الإختلاف : عدم وجود الإئتلاف و الإتفاق (الفكري/الديني/السياسي...)
- التعددية السياسية : تنوع و تعدد في أنماط التفكير الإنساني، مما يؤدي إلى ظهور تيارات و مذاهب و أحزاب سياسية.
من خلال المشيرات الدلالية نتوقع أن النص عبارة عن مقالة يعرض فيها الكاتب موقفه من التعدد السياسي في المجتمعات المعاصرة.
فهم النص :
الوحدة الأولى :
تبيان الكاتب أشكال الإختلاف و التعدد السياسي في المجتمعات المعاصرة.
الوحدة الثانية ("مما لا جدال فيه... يكفله الدستور") :
ترسيخ نظام ديموقراطي يضمن تعايش المجتمع في إطار التعددية.
الوحدة الثالثة ("وهذه ميزة... أحشاء المجتمع") :
اختلاف النظام الديموقراطي عن بديله بإقراره علنية مبدأ التعدد.
الوحدة الرابعة :
التعددية قائمة على أساس الحلول الوسطية، وتتوخى التعايش السلمي ليرضي كافة الأحزاب و التيارات.
تحليل النص :
1) المعجم :
حقل دال على المميزات الديموقراطية :
يقوي تماسك المجتمع - الإعتراف بوجود التعدد - نظام واقعي...
حقل دال على النظام غير الديموقراطي :
إنكار التعدد - تفكك المجتمع...
2) أطروحة الكاتب :
الأطروحة التي يتبناها في مناقشة قضية التعددية هي إقرار مبدأ تعددية أساسها الديموقراطية في إطار مجتمع مدني متماسك.
3) الأساليب الحجاجية :
- أسلوب التأكيد (إنه نظام واقعي...)
- أسلوب الإضراب (بل يعترف بالواقع...)
- أسلوب التفسير (أي بواسطة الحوار و النقد و الإعتراض...)
- أسلوب التعريف (التعددية هي أولاً و قبل كل شيء وجود...)
أدت هذه الأدوات الحجاجية وظيفة أسلوبية : إضفاء الطابع التقريري الإخباري و استهداف البعد التفسيري الإقناعي.
4) نظام عرض الأفكار :
تم عرض أفكار النص وفق المنهج الإستنباطي لكون الكاتب ينطلق من العام إلى الخاص و يراعي فيه تسلسل الأفكار تسلسلاً منطقياً.
5) المستوى التداولي :
يهيمن على النص الأسلوب الخبري مما يفسر هيمنة اللغة التقريرية المباشرة التي تميل إلى الإقناع أكثر مما تميل إلى الإمتاع.